اليوجينيا

صاغ هذا المصطلح السير فرانسيس جالتون عام 1883 ..


رأى أن التطور الصحيح للجنس البشرقد انحرف ، فقد قادت نزعة الخير لدى الأثرياء وإنسانيتهم إلى تشجيع (( غير الصالحين )) على الإنجاب، الأمر الذي أفسد آلية الأنتخاب الطبيعي ، ومن ثم أصبح جنس البشر في حاجة إلى نوع من الانتخاب الصناعي ، أطلق عليه اسم ( اليوجينيا ) . كان يعنى ( علم تحسين الإنسان عن طريق منح السلالات الأكثر صلاحية فرصة أفضل للتكاثر السريع مقارنة بالسلالات الأقل صلاحية )....

إن جوهر التطور هو الانتخاب الطبيعي ، وجوهر اليوجينا هو أن ( نستبدل بالانتخاب الطبيعي انتخابا اصطناعيا واعيا ، بهدف الإسراع من تطوير الصفات المرغوبة والتخلص من الصفات غير المرغوبة ) أن نحسن الأجيال القادمة ، على حساب الأجيال المعاصرة . الفرض المستتر إذن هو أن هناك من البشر من هم أفضل من غيرهم ، من يستحقون أن ينجبوا أكثر من الآخرين وأن يُمثلوا في الجيل التالي بنسبة تفوق نسبتهم في الجيل الحالي ، ولقد يتم ذلك بزيادة نسل من (( يستحقون )) ( اليوجينيا الايجابية ) أو بتقليل نسل من (( لا يستحقون )) (اليوجينيا السلبية ) . التحوير المتعمد لجنس البشر لأهداف اجتماعية هو ما تطمح إليه اليوجينيا ، ( وعندما يتغلب الانسان على تطوره البيولوجي ، سيكون قد وضع الأساس للتغلب على كل شيء آخر .. سيصبح الكون أخيرا طوع بنانه )

خلاصة الأمر أن ضعاف العقول من السود و العالم الثالث يجب أن يبادوا تدريجيا عن طريق تحديد النسل و خلافه ، ليُسمح لأصحاب القوة و الذكاء بأن يشكلوا أكبر نسبة من الأجيال القادمة ..

على عكس داروين الذي يقول إن (( الأصلح )) هو الذي يترك نسلا أكثر ، سنجد اليوجينين يرون أن الأصلح هو المتميز في الذكاء والصحة والأخلاق الحميدة ، وهو - بالطبع - من يشبه اليوجيني الذي يضع معايير الصلاحية ، ثمة كاتب فرنسي أرستقراطي اسمه آرثر كونت ده جوبينو ، نشر في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر كتابا عنوانه (( مقال عن التفاوت بين سلالات البشر )) ، قال فيه إن الارستقراط الآريين الشقر كانوا دائما ((زهرة أوروبا )) ، ولكنهم فقدهم قوتهم بالزواج من السلالات الأدنى . أهمل الفرنسيون الكتاب ، لكن الالمان احبوه .


في عام 1899 نشر انجليزي يحمل الجنسية الالمانية اسمه هوستن سيتورات شامبرلين ، كتابا عنوانه (( قواعد القرن التاسع عشر)) استلهم فيه جوبينو وقال أن الالمان هم أنقى الآريين ، هاجم فيه السود واليهود . وعندما كتب هتلر كتابه (( كفاحي )) يشيد فيه بالألمان ويزكي اليوجينيا ، كان في واقع الأمر يكرر ما قاله شامبرلين إنما بصورة فصيحة مؤثرة. فالأقوى كما يقول هتلر لا بد ان يسود على الاضعف ، لا يمتزج معه حتى لا يضحي بعظمته و (( لن يجد في هذا قسوة إلا الضعاف )) .

والحرب ضرورية (( للتخلص )) من البشر المتخلفين ، كما يقول اليوجيني الكبير كارل بيرسون (( إن اعتماد التقدم على البقاء للسلالة الأفضل ، رغم ما قد يبدو به من شر فظيع ، إنما يعطي الصراع من أجل البقاء ملامحه المبتغاة . إذا توقفت الحروب ، فلن يتقدم جنس البشر لن يكون هناك ما يكبح جماح خصب السلالات المتخلفة )) .

أصبح القتل والوحشية سلاحا . والقسوة أيضا (( الإحسان لاطفال غير الأكفاء نقمة قومية لا نعمة . إن تدابير مثل الحد الأدنى للاجور ، وتحديد ساعات العمل ، والطب المجاني ، وانخفاض وفيات الاطفال ، إنما تشجع البطالة والمتخلفين وضعاف البنية والعقل )) .

ذاعت حركة اليوجينا في اوائل القرن العشرين في أوروبا وأمريكا عندما كان علم الوراثة لا يزال طفلا يحبوا ، وانضم إليها وتعاطف معها الكثيرون من كبار

المفكرين والعلماء والساسة والفلاسفة ورجال المال .

ومن العباءة اليوجينية خرجت كل الحركات العنصرية الحديثة والتي تدعو إلى تميز جنس بعينه عن باقي الأجناس .

No comments:

Post a Comment