إذا ما انتابك الشوق يوماً
ليجعل من حياتك فوزاً ،
إذا ما انفكّ قلبك يحلُم
بالمسافات الشاسعة اللامتناهية .
إن كان ما عندك لا يكفيك
وترغب أن تزداد غنىً
من قوة الحبّ ، والجمال الأزلي .
إن أردت أن تُدرك لغة السماوات المغمورة بالضياء ،
وأمانة الشمس لمطلع النهار .
إن كانت نفسك عطشى
وتودّ أن تعبّ من الينبوع رأساً ...
أخرج من ذاتك
وابذلها بذلاً سخياً .
لا تحتفظ بشئ
من غير أن تتقاسمه ،
واصنع من حياتك
عطية كاملة للكل ، دون مقابل .
وحينما لا يبقى لك شيء .
حتى ولا ذكرى عطائك ،
حتى ولا الغبطة من الخير المصنوع ،
ستشعر إذ ذاك بينبوع ماءٍ صافٍ
يتفجّر في أعماقك ، ويخصب حياتك إلى الأبد .
ليكن قلبك أرحب من مساحات العالم , إهدم , في أعماق روحك ، جميع الحدود الجغرافية و اللغوية و الدينية و الأجتماعية التي شيّدتها أنانيّة البشر
661 -
يتحتم على كل إنسان أن يعيش , ليس فقط على مساحات بلد تجمع ما بين سكّانه نظرية من النظريات , و تشدّهم اليه أواصر العرق و الدّين , بل في رحاب الأنسانية الواسع .
662 -
من يوم ماعرفنا أن الارض مدوّرة , لاندري أين الشرق ، و أين الغرب .
663 -
ان أردت أن تصنع خيراً إلى الآخرين , إبدأ بان تعيش ، بتعمق أكبر ،مشاكلهم و اشواقهم و اوضاعهم . و بعدئذ فقط تفهمهم على حقيقتهم .
664 - هل تريد أن تنجح في معاطاتك مع الأخرين ؟ ...
دونك المفتاح : حاول أن تتفهمهم .
665 -
لا تمرّ بالقرب من غيرك نظير سائح مستعجل . انظر إلى الناس بكل انتباه ، تطلّع إليهم بعيني قلبك لتتعرف جيّداً إلى حياتهم وأعمالهم ورغباتهم وأوقات فراغهم وجهادهم . إني أؤكّد لك أنك ستشعر بروح أخوية تنشأ في أعماقك .
666 -
لا تصنّف أبداً مطلق إِنسان تصنيفاً قطعيّاً ، لا في عقلك ولا في قلبك . فكلّ إِنسان هو سرّ عظيم . الحياة البشريّة لا تلفظ أبداً كلمتها النهائيّة .
667 -
لاتحكُم على غيرك ... فالعناصر الضرورية غير متوافرة لديك دائماً لكي تفعل هذا .
668 -
إنك تنسى أضاليلك بسرعة خاطفة ، ولهذا تسرع بالحكم على ضلال غيرك .
669 -
في أحكامك و افعالك ، تعلم أن تضع ذاتك مكان غيرك .
670 -
إذا اضطررت أن تحكم ، ضع شيئاً من قلبك في حكمك . وبقدر ما توغل في شعاب الحياة ، ترى أن البشر ، في أعماقهم ، هم أقلّ خبثاً مما يبدو عليهم . إن ضعفهم لأكبر بكثير من خبثهم .
671 -
استقبل الناس بلطف و ابتسام و انتباه ووداعة و بحسن
التصرّف . ومن المستحسن أن لاتضع على بابك مثل هذه الكتابة : " أتق شر من أحسنت أليه " أو " سؤء الظن من الفطنة " ، إلخ ...
672 -
روح إستقبالك العميق : ليعتقد كل واحد نفسه وحيداً في قلبك .
673 -
ثلاث قواعد ذهبيّة : تعلم أن تستمع إلى الآخرين ، أحرى من أن تتحدث إليهم . كلّمهم عمّا يسرّهم ، أحرى من الكلام عنّا يسرك . وإذا تكلمت عن نفسك ، فليكن كلامك لتشجيع الآخرين ، لا تعطي لذاتك وزناً وقيمة .
674 -
الناس اقل حاجة الى كلامنا و نصائحنا وتوجيهاتنا منهم إلى سكوتنا وتفهّمنا و استعدادنا لخدمتهم .
675 -
نتجاذب أطراف الحديث لاجتناء الفائدة ، إلزم الصّمت ، إذا كان عالمك الداخليّ خاوياً ، فالأرض لاتروّى بالينابيع الجافة .
676 - لتصير إنساناً، أتمنى لك نعمة الحوار. إنها مصدر تقدم وكمال، إن رفض الحوار هو انتحار روحيّ. الفقراء الحقيقيّون هم الذين ما تحاوروا .
677 -
الحوار الحقيقيّ ، ليس نافذة مطلّة على الرياح كلها ، بل على الحقيقة . الحوار ، هو تقدّم مشترك في الحقيقة والمحبّة .
678 -
كل حوار حقيقيّ يجب أن يوصل إلى العطاء ، الكلام لا ينقع من غلة . ومن المحتّم أن نجد الإنسان كلّه وراء الكلام ، فالمحاورة ، تعني المجازفة بشخصيتك .
679 -
يستحيل الحوار مع كائن مغلق على نفسه ، مكتف بذاته وأفكاره وحقيقته . لا نحاور عندما لا نبحث .
680 -
يجب أن نبذل أنفسنا لالآخرين ، لا أن نكون برسم الإعارة والتأجير .
681 -
تجاه البشر ، لا يوجد إلاّ موقف إنساني حقيقي : الخدمة .
682 -
في اليوم الذي لا تصنع فيه شيئاً إلى غيرك ، تكون ماعشت حقاً كأنسان .
683 -
كلّ على استعداد أتمّ ليستعبد الناس ويستخدمهم . ما أقل المتأهّبين لخدمتهم .
684 -
واجبك الأوّليّ بين البشر ، أن تكون زارع هدف ، ومنبه الضمائر المخدَّرة .
685 -
عند انقضاء النهار ، افحص ضميرك . ماذا فعلت اليوم لأصيّر غيري أكثر سعادة وإنسانية ؟
686 -
ما أعظم المشقّة التي يعانيها البشر ليتفهموا رسالتك فلا تضطرب . لقد كان ويكون هذا ، وسيكون دائماً هكذا . وهذه هي الأدلة الساطعة على أنّك في الطريق السويّ ، ومع هذا احتفظ بمقدرة كبرى على تفهّم من لا يفهمك .
687 -
تكون في جادة الحق عندما تفاخر بالنصر الذي أحرزه غيرك .
688 -
إن أردت أن تربح ثقة الأخرين , أعطهم ثقتك .
689 -
كن فطناً لا متحفظاً . إن سوء الظنّ يجعل العلاقات الإجتماعية مستحيلة .
690 -
أجمل هدية يمكنك أن تقدمها للآخرين ، أن تثق بهم .
691 -
لا تحتقرن ّ أحداً على الإطلاق . فإنك بهذا تحفر حفرة يصعب ردمها .
692 -
على الرغم من الفشل والتحفظ والألاعيب والمحاسدات ، ابقَ مؤمناً بالإنسان ، فإنه ليس بجملته رديئاً . إنه قابل للإصلاح دائماً ، فلا تيأس .
693 -
لتتعلّم الكلام ، تذكرّ حكمة المثل الصيني : " الكلمة الخارجة من القلب تبقى دافئة طوال شتويات ثلاث ".
694 -
المغفرة من صميم القلب , هي أنفة الأنسان السّامية , و اعظم مغامرة للشباب المتمرّد .
695 -
أمثولة الصفح ،هى الحكمة الشرقية القديمة : " اكتب السيّئات على الرمال ، وانقش الحسنات على الرخام " .
696 -
إن كنت تتوخى في شغلك مع الناس ، عمل الخير فقط ، فستكون أقل يأساً ساعة " تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ".
697 -
لا تدع هفوة صديقك الأخيرة ، تنسيك كل صفاته واياديه البيضاء السابقة .
698 -
الدقّة : هي مدرسة الأرادة و توفير الوقت و الأدب البدائي , صدقني ، إنّها ضرورة ملحة .
699 -
الأدب بالنسبة إليك يجب أن يكون أكثر من التصرّف الحسن ، إنه الشعور بالشخص الإنساني واحترامه .
700 -
أحسود أنت ؟ .. ممَن ؟ .. ومِمَّ ؟ .. أغاب عن فكرك أن البشر ليسوا أخصاماً ؟ .. بل أنصار ومساعدون وأخوة يعملون معاً .
701 -
دع الكل يطمئن أن شفتيك لن تفتريان على الرفيق الغائب . لا تكن رجلاً بوجْهَين ، اترك هذه المهنة للجبناء والمرائيين
.
من كتاب " شبيبة متمردة "
أ. غالندو – ف. دونير
No comments:
Post a Comment